قطاع العقارات الخليجي يواصل الزخم في 2025
- aldaghry
- 27 أبريل
- 3 دقيقة قراءة
يعيش قطاع العقارات في دول الخليج ذروته التاريخية، حيث وصل حجم السوق في مختلف الدول، على رأسها السعودية والإمارات وقطر، إلى مستويات قياسية غير مسبوقة مدعومة بشكل أساسي بخطط التنويع الاقتصادي الهادفة لتقليل الاعتماد على الطاقة ودعم القطاعات غير النفطية.
وشهد القطاع بدول مجلس التعاون في 2024 عاماً ديناميكياً، حيث شهدت أسعار العقارات زيادة ملحوظة بفعل ارتفاع الطلب في قطاعات الضيافة والتجزئة. وأسهم تدفق الزوار الدوليين في تعزيز أداء السياحة والتجزئة.

وبالنظر إلى العام 2025، من المتوقع أن تؤثر عدة عوامل على مستقبل سوق العقارات الخليجي، حيث تؤدي جهود لتنويع اقتصادات الدول الست إلى جانب النمو السكاني والتحولات الديموغرافية وزيادة الطلب على العقارات السكنية والتجارية.
خطوات قطرية
واعتبر تقرير محلي قطري أن العقود المرتبطة بالمشاريع الجديدة المتعلقة بالبنية التحتية، والتعليم، والصحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المزمع تنفيذها خلال عام 2025، هي المحور الأساسي لتعزيز نمو قطاع الإنشاءات والبناء في قطر.
وأشار تقرير شركة "الأصمخ" للمشاريع العقارية (18 يناير 2025)، إلى طرح نحو 3300 مناقصة، خلال العام الجاري، وتشمل أكثر من 189 نشاطاً اقتصادياً، بقيمة 56.2 مليار ريال (15.4 مليار دولار) منها 21.9 مليار ريال مخصصة لمناقصات البلدية والبيئة، وتضم أعمال البنية التحتية الخاصة بتطوير أراضي المواطنين الجديدة والقائمة.
وسجلت قيمة الصفقات العقارية الأسبوعية من 5 إلى 9 يناير الحالي، أداءً مرتفعاً وصل إلى 292 مليون ريال (79.97 مليون دولار)، عبر 71 صفقة، مقابل 261 مليون ريال (71.48 مليون دولار) خلال الفترة من 29 ديسمبر الماضي إلى 2 يناير الجاري.
السعودية.. ارتفاع مستمر
كما سجلت أسعار العقارات في السعودية ارتفاعاً خلال الربع الأخير من 2024 بأسرع وتيرة منذ منتصف 2023، حيث ارتفع الرقم القياسي بنسبة 3.6% على أساس سنوي، مدفوعاً بقفزة أسعار العقارات السكنية 3.1%، وفق الهيئة العامة للإحصاء.
ويقول سعود السليماني، المدير الإقليمي لـ"جيه إل إل السعودية"، إن آفاق القطاع العقاري في المملكة تبدو إيجابية لعام 2025 في ظل وجود مشاريع قيد التطوير تتجاوز قيمتها 1.4 تريليون دولار.
ووصف السليماني عام 2024 بـ"التاريخي" لقطاع العقارات في المملكة، مع ارتفاع أسعار مبيعات العقارات السكنية 12% وإيجاراتها 10%، وزيادة أسعار العقارات المكتبية 21%، بالإضافة إلى زيادة السائحين القادمين إلى السعودية لأغراض ترفيهية 656%، ما انعكس إيجاباً على العقارات الفندقية.
طلب في الإمارات
تبدو الآفاق رحبة أمام سوق العقارات التجارية في الإمارات خلال العام المقبل، لا سيما مع توجه الاهتمام إلى المباني الخضراء الصديقة للبيئة والمكاتب الفاخرة، وسط تفوق واضح لدبي، رغم المخاطر الخارجية الناتجة عن أسعار الفائدة المرتفعة وتباطؤ الاقتصاد العالمي، بحسب "بلومبيرغ إنتليجنس".
وتشير التقديرات إلى استمرار الطلب القوي على المساحات المكتبية في الإمارات، بدعم من عوامل بينها جهود الدولة لترسيخ وضعها كمركز دولي لمجموعة من القطاعات الاقتصادية.
كما يتوقع أن يرتفع الطلب على العقارات في دبي بعد أن جذبت الكيفية التي تعاملت بها الحكومة مع جائحة "كورونا" وإجراءات التأشيرة المرنة عدداً كبيراً من المشترين الأجانب.
نمو مستقر
يتوقع الباحث الاقتصادي أحمد عيد أن يشهد قطاع العقارات في دول الخليج، خلال العام الجاري، "نمواً مستقراً مدعوماً بمشاريع البنية التحتية والاستثمارات الكبرى".
وبخصوص الدول الخليجية ومشاريعها يقول: "السعودية تقود التحول مع مشاريع ضخمة مثل نيوم، بينما تركز الإمارات على العقارات الذكية والمستدامة لجذب المستثمرين. أما في قطر، فإن إرث ما بعد كأس العالم 2022 والأنشطة الرياضية يدعم تطوير مناطق مثل لوسيل والمباني الصديقة للبيئة، مع زيادة الطلب بفضل قوانين التملك للأجانب".
وأضاف لـ"الخليج أونلاين": "الكويت تركز على تعزيز سوق الإسكان المتوسط لمواجهة احتياجات السكان المحليين والوافدين، في حين تسعى البحرين إلى جذب الاستثمارات عبر مناطق تجارية مميزة وقوانين داعمة للملكية الأجنبية".
وفيما يتعلق بعُمان، فيشير إلى أنها "تركز على تطوير العقارات السياحية والصناعية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي والمشاريع المرتبطة برؤية 2040".
ويؤكد أن التكنولوجيا والاستدامة "تعتبر من العوامل الأساسية التي تدعم نمو القطاع، مع التوجه نحو البناء الأخضر والعقارات الذكية"، مضيفاً: "السياحة والفعاليات الكبرى، مثل كأس آسيا 2027 في السعودية، تُعزز الطلب على الفنادق والعقارات الترفيهية. ومع ذلك تواجه المنطقة تحديات مثل ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً واحتمالية زيادة العرض".
كما يوضح أن دول الخليج "تسعى لتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات عبر قوانين الملكية والإقامات الطويلة، مما يدعم القطاع العقاري على المدى الطويل".
نمو متطور
فيما يقول الكاتب والمحلل الاقتصادي سعيد خليل العبسي، إن كل التوقعات تشير إلى أن العقارات في دول الخليج العربي "ستبقى محافظة على نموها وتطورها واتساع أنشطتها خلال الأعوام القادمة، وخصوصاً العام الجاري".
ويشير لـ"الخليج أونلاين" إلى أن تلك التوقعات تستند إلى "قوة اقتصاديات دول الخليج وإلى المبادرات والتسهيلات الحكومية وفي تقديم كل ما من شأنه تطور هذا القطاع المهم لاقتصادياتها".
Comments