الموارد المائية في الخليج العربي
- aldaghry
- 17 يناير
- 3 دقيقة قراءة
في الوقت الذي تنعم فيه دول الخليج بوفرة في احتياطي الغاز والبترول تعاني من شح في الموارد المائية وذلك بسبب طبيعة البلاد الصحراوية، وصنفت الامم المتحدة دول تحت خانة الدول التي تعاني من «ندرة حادة» في المياه.

من اين يتغذى الخليج العربي بالمياه؟
مشكلة الشح في الموارد المائية غير محصورة بها بل غالبية الدول العربية تعاني منها وإن كانت بشكل أقل حدة من دول الخليج العربي. الشح هذا جعل دول مجلس التعاون تعتبر الامر الواقع وتتعامل على أنها قضية أمن وطني وتم وضع الإستراتيجيات اللازمة لمواجهة التحديات المفروضة، في تأمين مواردها المائية وذلك بسبب الجفاف وإنخفاض معدلات سقوط الامطار. جميع دول الخليج تقع ضمن منطقة مناخية شديدة الجفاف، بإستثناء بعض المناطق في السعودية وسلطنة عمان، ما دفعها الى البحث عن حلول بديلة لتوفير المياه.
الموارد المائية الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي

المياه السطحية والتي تعتمدعلى تساقط الأمطار حيث تتراوح نسبته بين ١ الى ١٠٠ ملم سنوياً من الموارد التقليدية. صحيح أن معدل المتساقطات في دول الخليج العربي وخصوصاً السعودية والامارات قد إرتفع ولكن الإستفادة منها غير مؤثرة بشكل كبير. فأكثر من ٥٠٪ من المتساقطات يتم خسارتها بسبب التبخر ما دفع بالدول الخليجية الى تخزين المياه في خزانات جوفية طبيعية تحت سطح الأرض للحد من تبخرها خلف السدود .
الاودية الموسمية من الموارد المائية في الخليج العربي التقليدية أيضاً وهي شبكات من الأودية موسمية الجريان. المشكلة مع هذا المورد التقليدي هو أنها تعتمد بشكل أساسي على كمية الامطار المتساقطة ونوعية التربة.
المياه الجوفية من الموارد المائية في الخليج العربي التقليدية ولكنها تختلف بين منطقة واخرى وهي أيضاً تعتمد على كمية المتساقطات. هي المصدر الرئيسي للمياه العذبة في البحرين، والكويت، وقطر، والسعودية حيث تعتمد هذه الدول إعتماداً كبيراً عليها كمصدر وحيد للمياه العذبة. في المقابل في المياه السطحية هي السائدة في عمان و الإمارات. ولكن الفجوة بين ما توفره المياه الجوفية والطلب كبيرة جداً فمثلاً تستخدم البحرين 220 % من احتياطي المياه المتجددة لديها، مقابل 943 % في المملكة و2465 % في الكويت.اما الامارات فان معدل إستهلاك المياه هو ضعف المعدل العالمي بينما منسوب المياه الجوفية لديها فقد إنخفض بمعدل ٥ مللميترات.
مصادر المياه في الخليج العربي غير التقليدية

* تحلية مياه البحر من مصادر المياه في دول الخليج العربي
تنتج دول الخليج العربي٦٠٪ من المياه المحلاة في العالم . وتحلية المياه هي سلسلة من العمليات الصناعية لإزالة كل أو بعض اجراء الملوحة والمعادن من مياه البحر. هي من العمليات المكلفة جداً كما أنها تستهلك الكثير من الطاقة . تحلية المياه تتم من خلال ثلاث مراحل وهي : المعالجة الاولية للمياه، عملية إزالة الاملاح للمياه والمعالجة النهائية.
أما الالية فتتم من خلال طريقتين، الاول هي بإستخدام الاغشية وهي طريقة التناضح العكسي وهي تعمل بالكهرباء والثانية هي التبخير أي التقطير.
المشاكل التي ترتبط بهذه الآلية، بالإضافة الى كونها مكلفة وتستهلك الكثير من الطاقة ترتبط بواقع أن نسبة ملوحة مياه الخليج في إرتفاع دائم. ووفق تقرير نشر في صحيفة الغارديان فانه مع الوقت سيصبح من المستحيل تحلية المياه بشكل اقتصادي وكلما ارتفعت نسبة الملوحة كلما ارتفعت تكلفة تحليتها.

السعودية والامارات والكويت هي الدول الخليجة الاكثر اعتماداً على تحلية المياه التي باتت من أهم الموارد المائية في الخليج العربي. السعودية هي الاولى عالمياً في انتاج المياه المحلاة، تليها الامارات. أما الكويت فهي أمام واقع خطير إذ حذر تقرير إقليمي من انه وخلال ١٥ عاماً فانها قد تضطر الى انفاق الغالبية الساحقة من انتاجها النفطي لتحلية المياه وتعزيز الموارد المائية في الخليج العربي.
* تنقية مياه الصرف الصحي من الموارد المائية في الخليج العربي
تنقية مياه الصرف الصحي من الشوائب والمواد العالقة والملوثات والمواد العضوية لتصبح صالحة للإستخدام وعادة تكون غير صالحة للإستخدام البشري. ولكن مؤخراً تم التوصل الى تقنيات معالجة تجعلها صالحة للإستخدام البشري، يتم معالجتها وفق مراحل تبدأ بالمرحلة الاولية الميكانيكية لإزالة الشوائب قبل معالجتها. لاحقاً تدخل مرحلة التصفية وإزالة الرمال والصخور وغيرها ثم تبدأ مرحلة الترسيب. في حال كان سيتم جعلها صالحة للشرب فحينها تتم معالجتها بيولوجياً ثم تنقيتها.
* استمطار السحب لجلب مياه الخليج العربي

إستمطار السحب هو شكل من أشكال تعديل الطقس وذلك من خلال محاولة تعديل كمية الامطار المتساقطة. تتم من خلال «إشتثار» السحب وتوفير العوامل المناسبة لجعلها تسقط محتواها من المياه الكامنة فوق مناطق جغرافية محددة. يتم خلال هذه العملية إستخدام وسائل صناعية ومواد كيميائية تنثر بواسطة الطائرات لكونها الاكثر فعالية.
الآلية هذه معتمدة في عدد من الدول العربية وهي الامارات والسعودية وعمان والمغرب والاردن. ولكنها من الطرق المكلفة كما ان نتائجها غير مضمونة إذ لا تنجح المواد الكيميائية دائماً في جعل الامطار تهطل، لانها تحتاج الى اجواء مناخية معينة تساعد على تحقيق الامر ومنها ان تكون السحب منتشرة على مساحات معينة بالاضافة الى وجود تيارات الهواء المحمل بالرطوبة والصاعد، وهذه الاجواء لا تتوفر بشكل دائم في دول الخليج.



تعليقات