عالمُ البحارِ والمحيطات .. نِعَمٌ وعجائب
- aldaghry
- 18 يناير
- 2 دقيقة قراءة

تشكل البحار والمحيطات الجزء الأكبر والأعظم من المساحات التي تغطي الكرة الأرضية حيث تشكل حوالي 71% من مساحة سطح الكرة الأرضية ، وتغطي نحو 50 الى 80 بالمئة من أشكال الحياة على كوكب الأرض.
يعتمد المليارات من البشر على المحيطات كمصدر رئيسي للغذاء والاقتصاد حيث يعيش نحو 60 بالمئة من سكان العالم على بعد 100 كيلومتر من الساحل كونها تساهم بشكل كبير في الاقتصاد العالمي بمبلغ يقدر بنحو 1.5 ترليون دولار أمريكي سنوياً، ورغم أنها الجزء الأكبر من الكرة الأرضية الا أن 80 بالمئة من المحيطات والبحار لم تحدد على الخرائط أو لم يتم اكتشافها بعد.

عالم البحار نعمة من الله لنا يقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
لذلك فضّلُ الله تعالى علينا بأنه خلق لنا البحار وما فيها من نعم وعجائب، حتى نسخرها لمصلحتنا وفائدتنا، فنسد جوعنا بأكل ما هذه البحار من أسماك وأنواع كثيرة طيبة تؤكل، ونسخرها لخدمتنا في التنقل بين البلاد، وذلك بأن ألهمنا لصنع السفن والبواخر.

وقد هدانا الله إلى ذلك فورثنا التنقل في البحار عن سيدنا نوح عليه السلام، والذي كان أول من ركب السفن وتعلّم صنعها، فننتقل من مكان إلى آخر عبر البحار وعالمها طلبًا للرزق والعمل والخير، كما أكرمنا الله تعالى بأن جعل في عالم البحار اللؤلؤ والمرجان نتحلى ونتزين بها، وغير ذلك الكثير من النعم والخير الذي وضعه الله تعالى في عالم البحار اللامتناهي، فهو عالم مليء بالغرائب والعجائب المذهلة والساحرة للعقل البشري.
عالم البحار: غرابة لا متناهية عالم البحار والمحيطات عالمٌ مليءٌ بالأسرار والغموض، وهو عالمٌ واسعٌ غني بأشكال الحياة المختلفة التي قد لا يعرف الناس عنها الكثير، خصوصًا أنّ البحار تملك تنوعًا حيويًا هائلًا، ولو دخلت عالم البحار يومًا لظننت أنك في كوكب آخر بعيد عن الأرض، فتسحرك الألوان والجمال، وتشد عينيك أصناف كثيرة من الحيوانات النباتات العجيبة، فمن يدخل عالم البحار ويراه سيبقى طول عمره مبهورًا بجماله، ولن يجد في الدنيا ما هو أكثر جمالًا منه. على الرغم من الهدوء الظاهري الذي تتمتع به البحار عمومًا، إلا أنّ دراسة عالم البحار أفرزت كمية كبيرة من الدهشة، وربّما لهذا السبب يصفون البحار دومًا بأنّها تتصف بالغدر، فقد تثور أمواجها في أيّة لحظة، وأحيانًا تكون متصالحة مع الشاطئ وهادئة، وأحيانًا أخرى تتلاطم وتضرب الرمال والصخور.

إنّ عالم الحيوانات في أعماق البحار غريبٌ جدُا، فبعضها يعيش على شكل مجموعاتٍ ضخمة، وبعضها يعيش منفردًّا، وبعضها صغير لطيف، والآخر كبير مفترس، مما يعني أنّ عالم البحار والمحيطات لا يقلّ حركة وإثارة عن عالم اليابسة، ومن المثير للدهشة أيضًا أن عالم البحار يمتلئ بأصناف مدهشة من النباتات البحرية ذات الألوان المبهرة الجميلة.

في البحار عجائب مذهلة في البحار الآلاف، بل الملايين من الكائنات والأحجار المذهلة التي لو رأيناها لبقيت أذهاننا مشدودة إليها طول عمرنا، ففيها الحيتان وأسماك القرش ومحار اللؤلؤ والمرجان الملوّن والدّلافين ونجوم البحر

والأخطبوط والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المختلفة بالأشكال والألوان عجيبة. جمال عالم البحار يُشبه جمال السماء المرصّعة بالنجوم والكواكب، خصوصًا أنّه عالم متنوع ومليء بالألوان، ومهما حاول الإنسان اكتشاف هذا العالم، فلن يستطيع أن يعرف كلّ ما يتعلق به من معلومات، لهذا فإنّ الواجب الأخلاقي يقتضي الحفاظ على هذا العالم الجميل من أي تلوث أو ضرر، كي يظلّ عالمًا حيويًا جميلًا.



تعليقات