فيلم الخضوع .. مؤامرة للذكاء الاصطناعي تفتك بحياة الشخصيات
- aldaghry
- 3 فبراير
- 2 دقيقة قراءة
من الموضوعات الأكثر أهمية وتداولا مما صار يشكل تحديا حقيقيا أمام البشرية هو موضوع الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال تطورات متسارعة سوف تضعه في مرحلة وأهمية تتزايد يوما بعد يوم.
وفي هذا الفيلم للمخرج سكوت دالي سوف نكون أمام الذكاء الاصطناعي المتطور وهو يتغلغل في صميم الحياة الاجتماعية واليومية للبشر ومثال ذلك نموذج المرأة – الروبوت التي تتمتع بمهارات فائقة والتي تمت برمجتها لغرض أداء العديد من المهمات الاستثنائية التي ترهق البشر أحيانا.

وهكذا يجد نيكولاس – الممثل مايكل مورون نفسه مضطرا للاستعانة بامرأة روبوت مبرمجة بحسب برامج الذكاء الاصطناعي المتطورة لغرض القيام بالأعمال المنزلية ريثما تتعافى زوجته التي أصيب بجلطة قلبية ومضاعفات شديدة تستدعي بقاءها في المستشفى زمنا غير محدد مما يحتاج إلى سد فراغ إدارة المنزل ورعاية الأطفال.
من هنا سوف تتسع أفعال الشخصيات وبخاصة عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي في التقاط ما يشغل البشر وما يهتمون به وقدرته على تغيير أنماط السلوك بما يجعل الروبوت على مستوى واحد مع البشر.
تخطو "لانا" إلى مقر عملها فيلقي روبوت آلي عليها التحية، وحين تنتهي من أحد اجتماعات العمل وتخرج منه محبطة يواسيها الروبوت المصمم داخل أحد المباني الذكية التي تستخدم تقنية الذكاء الصناعي لتقديم خدمات من الأنشطة اليومية بشكل آلي للبشر مثل الطهي وغيره.
تخوض في نقاش مع الروبوت الذي يقول لها إنه يحبها ويعرض عليها مساعدة مهنية في مجال عملها. تنبهر "لانا" من التصميم البديل الذي أعده لها الروبوت "روب" وتبدأ في الدخول معه في حوار على المستوى الشخصي لكنها ترفض الدخول معه في علاقة عاطفية لأنه آلة وليس بشرا. يهرب الروبوت إلى جسد رجل ويحاول أن يفوز بقلب الفتاة في فيلم تايلندي يدور حول "حب الذكاء الصناعي" ويحمل الاسم نفسه من إخراج "ديفيد أسافانوند" و"ستيفان زلوتيسكو"
تم تسليط الضوء عليها في هذا الفيلم فمن جهة تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء مهم من حياة الشخصيات، ثم ما شهدناه من انتقال الشخصية للتغلغل في علم المشاعر البشرية وذلك في حد ذاته تمت التأسيس عليه في بناء مسارات متعددة للسرد الفيلمي وصولا إلى تحول أليس إلى روبوت قاتل وهو التحول المفصلي في إيجاد متضادات متعددة للصراع.

على أننا في المقابل وجدنا أن المخرج قد اتجه بالأحداث بعد القسم الثاني من الفيلم باتجاه تحول أليس التي تحركها برمجيات الذكاء الاصطناعي إلى الدخول في دائرة الانتقام والجريمة وهو تحول استثنائي دون شك أريد من خلاله التأسيس لحبكات ثانوية دفعت الأحداث إلى مستوى آخر من الصراعات وبما في ذلك جلب طبيعة عمل نيكولاس إلى منطقة اهتمام المرأة الروبوتية التي سوف تقتص لاحقا من صديقه.
لعل هذه التحولات ما بين ما هو عاطفي ووجداني وبين ما هو قائم على فكرة الانتقام والجريمة هو الذي عمق من قوة شخصية المرأة الروبوتية ومنحها مساحة صارت تتوسع بالتدريج وصولا إلى تحكمها بمصائر العديد من الشخصيات بسبب عدوانيتها وعدم القدرة على السيطرة عليها.
هذه الإشكاليات المتعددة هي التي حفل بها هذا الفيلم ليقدم لنا حصيلة لفيلم ينطوي على جوانب جذب متعددة وعناصر تؤهله ليكتسب ثقة واهتمام المشاهدين ولهذا وجدناه على الرغم من النمطية التي ينطوي عليها إلا أنه يشكل إضافة ملفتة للنظر في أفلام الذكاء الاصطناعي.
تعليقات