top of page

العلاقة الخالدة بين الصحة والحب

  • صورة الكاتب: aldaghry
    aldaghry
  • 3 فبراير
  • 2 دقيقة قراءة

ليس غريبًا أن يكون هناك علاقة وثيقة بين الصحة والحب. فالصحة ليست الخلو من المرض، ولكن الصحة هي السعادة، والأمن النفسي، والشعور بالرفاهية والوفرة. كما أن المصدر الأساسي للسعادة هو الحب، والمصدر الأساسي للأمن النفسي هو الحب، وتلك غايتنا جميعًا من الحياة "السعادة والأمن النفسي".

ree

وبما أن السعادة هي حالة من السرور والرضا. والأمن النفسي هو حالة من الوثوق والسيطرة على الخوف، والتحكم في الذات، والاستعداد لما سوف يحدث مستقبلًا، فكلاهما، أي "السعادة والأمن النفسي"، يجعلان الإنسان يشعر بالاكتمال. والاكتمال هو شعور عظیم مرتبط بالتوافق والانسجام مع مكونات الإنسان الثلاثة: "الروح والنفس والجسد".

التوافق والانسجام إلى حدّ الالتحام بين الروح والنفس والجسد هو الألفة مع النفس، والشعور بالذات. يترجم ذلك لفظيًا في كلمة أنا، فحينما تقولي "أنا" فإنكِ تشعرين بهذه الأنا، كي تعرفيها وتألفيها. لا تنظري إليها وكأنها تقع أمام عينيكِ ولكن تشعري بها داخلكِ.


ree

وحين توجد " أنا " يوجد الآخر. أنا والآخر، وأنا وأنت، وبذلك يكتمل الإنسان، يكتمل أولًا مع نفسه ثم يكتمل مرة ثانية مع الآخر، أي قمة السعادة وقمة الأمن النفسي. ولكن بشرط أن تكون العلاقة مع الآخر هي علاقة حب، ولذا فأنتِ تكوني في أروع حالاتكِ وأنتِ تقولين للآخر: " أنا أحبك". قمة الإحساس بالذات وقيمة التكامل الداخلي بين الروح والنفس والجسد، وقمة التكامل بالإنسان الآخر، وقمة الشعور باللذة والنشوة والانسجام والسرور والرضا والطمأنينة.


الصحة هي انتظام الإيقاع. هي الانسجام. هي الشكل الجميل، هي الباطن القوي.هي الأنا المتحدة روحًا وجسدًا، وهي القدرة على التواصل العاطفي مع الآخر، إذاً الصحة ليست الخلو من المرض، بل أبعد من ذلك، ولذا فالإنسان قد يشعر بغاية الصحة وهو ضرير أو وهو مبتور اليد أو فاقد للنطق والسمع.

فنحن نُطالع هؤلاء الناس وهم في غاية السعادة، رغم قصورهم الصحي، ويشعرون بالأمن النفسي رغم عجزهم الواضح، أو رغم اختلافهم عن بقية الناس، إذاً المرض في حد ذاته ليس معوقًا، وإنما الإعاقة تأتي من التفسخ الذي يصيب الوحدة الإنسانية، فتتطاير متناثرة، الروح والنفس والجسد، لشظايا ليس لها علاقة ببعضها، هذا هو المرض، ودواؤه الحب، فأحبوا تصحوا.

تعليقات


bottom of page