ماذا تعرف عن فوائد السفر

تمت الكتابة بواسطة: مها دحام

هل توجد للسفر فوائد؟

هنالك الكثير من الفوائد للسفر، فلا تقتصر فائدته على المتعة والقيام ببعض الأعمال فقط، وإنما أثبتت الدراسات الحديثة أنه مفيد لصحة الإنسان الجسدية، والعقلية، وحتى النفسية، وفيما يأتي توضيح لفوائد السفر:

السفر يزيد الإنسان صحة

وفقًا للعديد من الدراسات الصحية التي أجريت مؤخرًا، فإنّ السفر يجعل الإنسان بصحة أفضل، حيث يبدو أنّ الشخص الذي لا يحصل على إجازة سنوية للسفر، فهو أكثر عرضة للوفاة، وللإصابة بأمراض القلب، وبالتالي فإنّ السفر يمنح الإنسان الكثير من النشاط والحيوية، خاصةً إذا ما تخلله القيام بأعمال وأنشطة ترفيهية مميزة.

تخفيف التوتر والقلق

يقلل السفر من مستوى التوتر لدى الإنسان بشكل كبير، والتوتر هو سبب رئيسي للكثير من الأمراض مثل؛ أمراض القلب، والسكري، والصداع، والقلق، والاكتئاب النفسي، ومع ارتفاع مستوى راحة الجسم، وكذلك مزاج الإنسان سيكون في أفضل حالاته. يستمر الإنسان في حالة قلة التوتر والقلق لعدة أسابيع حتى بعد انتهاء الرحلة والعودة إلى الديار، وجدير بالذكر أنّ الشعور بالراحة وانعدام القلق والتوتر من شأنه أن يُحسن علاقات الإنسان ويرفع من مستوى أدائه في عمله، وبالتالي تحسّن قدرته على اتخاذ القرارات فضلًا عن زيادة إنتاجيته.

زيادة الإبداع والابتكار

تزداد إبداعات وابتكارات الإنسان عند السفر، خاصة إذا ما انغمس المسافر في كل ما حوله بل ووجد طرق مجدية للتكيف معها والتعلم منها،إذ إنّ التجارب التي يخوضها المسافر تزيد من المرونة الإدراكية له، كما وتعمق فكره وتجعله أكثر تماسكًا.

زيادة السعادة والشعور بالرضا

يعزز السفر السعادة والشعور بالرضا، كما أنّ معظم الناس يشعرون بسعادة غامرة بمجرد البدء بعملية التحضير والتخطيط للرحلة، ولوحظ على بعض الناس أنهم بعد منحهم الإجازة بدأوا بالشعور بقلق أقل وبسعادة وراحة أكبر.

التخفيف من خطر الإصابة بالاكتئاب

يمنح السفر والمتعة التي يجدها الإنسان خلاله الشعور بالكثير من السعادة، حيث يتسنى له عيش الكثير من اللحظات الغامرة التي تبعده عن ضغوط الحياة اليومية التي كان يحياها لفترة طويلة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يبعد أي شعور بالإحباط أو بالاكتئاب في المستقبل. عندما يقرر الإنسان أن يصبح السفر عادة أو هواية يمارسها باستمرار كلما سمحت له الفرصة، فسوف يقلل ذلك من خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل كبير.

استعادة النشاط

غالبًا ما تمنح الحياة العادية والروتين الكثير من الملل والكسل، خاصةً لو ظل الإنسان على هذه الحالة مدة طويلة من الزمن، إذ يتولد لديه الشعور بالكثير من عدم الثقة بالنفس واللامبالاة، وبالتالي فإنّ السفر يكون بمثابة كسر لروتين ورتابة الحياة وفرصة من أجل استعادة النشاط وتجديده، ويمكن استعادة النشاط إذ عرف الشخص كيف يستفيد بكل لحظة من لحظات السفر، كما أن السفر غالبًا ما ينطوي على الحركة الكبيرة والسير لمسافات على الأقدام وهو الأمر الذي يمنح الإنسان القدرة على التغير وتمرين أجهزة الجسم وخاصة القلب والعظام، وبالتالي تزداد مستويات الطاقة لديه ويستعيد كامل نشاطه وحيويته.

خوض تجارب جديدة

غالبًا ما يتيح السفر إلى أماكن جديدة فرصة التعرف على أشخاص جدد يعيشون في ظل ظروف مختلفة تمامًا، وبالتالي هم يتعاملون بشكل مختلف مع الحياة، وهي أفضل تجربة يمكن أن يتعلم منها الإنسان، كما ويعلّم السفر كيف هي ثقافات العالم والشعوب والتي من شأنها أن تغير نظرة الإنسان بالنسبة للكثير من القضايا والتحديات التي تواجهه.

تطوير مهارات الاتصال

يسافر الناس إلى أماكن يجهلون اللغة المحلية المستخدمة بتلك الدول، وبالتالي فإنهم يجدون لغة للحوار والتواصل وإن كانت لغة الإشارة في بادئ الأمر، ثم سرعان ما يبدأ المسافر بفهم واستيعاب الكلام وترديده بالطريقة التي سمعها به، وخلال تلك العملية سوف يجد طريقة مميزة لتطوير مهارات الاتصال لديه مع باقي الناس، كما يمكن للمسافر أن يكوّن العديد من الصداقات الجديدة ويوسع شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة به، فضلًا عن أنه بمجرد العودة إلى الديار سوف يحاول الجميع التواصل معه لمعرفة أخبار الرحلة وما حدث فيها من مغامرات، وبالتالي سوف يستعيد الكثير من الصداقات التي تلاشت.

زيادة الثقة بالنفس

يمنح السفر الإنسان القدرة على تحمل الضغوط النفسية الناجمة عن غرابة المكان أو الناس أو لأي سبب كان، والذي يدفع بالإنسان إلى الاعتماد على نفسه فلا يوجد أصدقاء أو أهل يمكن اللجوء إليهم، وبالتالي فالسفر يجعل من الإنسان واسع الحيلة وواثقًا من نفسه، كما يصبح قادراً على تخطي أي عقبة أو تحدي يواجهه.

صناعة الذكريات

غالبًا ما يصنع السفر إلى أماكن جديدة وممتعة الكثير من الذكريات الجميلة، فبالرجوع إلى مجموعة الصور التي تُلتقط خلال الرحلات سوف يجد الإنسان الكثير من اللحظات السعيدة والمضحكة التي تملأ النفس بهجة وطاقة، كما أنها ذكريات يحتفظ بها عقل الإنسان طوال الوقت ويسترجعها في كثير من الأوقات، كما أنّ السفر مع الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة يمنح الإنسان فرصة لبناء روابط إنسانية أقوى وتكوين ذكريات مشتركة فيما بينهم، وهذه اللحظات في مجموعها تكون ذكريات تدوم طول العمر.

بالنظر إلى أن السفر يخرج الإنسان من منطقة الراحة الخاصة به، فهو في الغالب يجبره على التعامل مع الكثير من المتغيرات، كما أنه يمنحه الكثير من المرونة في التعامل مع الغير، وهذا التغير يكون يوميًا ومتكررًا، وبمجرد أن يتمكن الإنسان من التعامل مع جميع تلك الأمور فإنه سوف يدرك مدى قوته وقابليته على التكيف.

يدرك الإنسان خلال سفره نقاط ضعفه وكل الأمور التي تساعده على فهم نفسه والتعامل معها، خاصة عندما يجد الشخص أنه عالق في مواقف لم يواجهها من قبل في حياته العادية قبل السفر، وهي أمور جميعها تمنح الإنسان قدرة على فهم نفسه وإعدادها لمواقف مشابهة لها في المستقبل.